شباب حول الرسول، عَمْرو بن سَلِمة، "أمَّ قومه وهو طفل" - لاين نيوز

بوابة فيتو 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شباب حول الرسول، عَمْرو بن سَلِمة، "أمَّ قومه وهو طفل" - لاين نيوز, اليوم الخميس 3 أكتوبر 2024 09:23 صباحاً

منذ فجر الإسلام، أحاط بـرسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، نخبة من المسلمين الأوائل، في الوقت الذي آمن فيه فتية صغار السن بالله حبًّا في النبي، وجهروا بالإسلام في شجاعة نادرة، رغم ما كان يكتنف البيئة المحيطة من تقديس للأصنام، والأوثان، وإدمان للأدران، وصمدوا بقوة أمام ضغوط الآباء والأمهات وعتاة المشركين.

تربوا في مدرسة الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، وحرصوا على مراقبة تصرفاته، وأنصتوا لنصائحه، وحفظوا أقواله، وفقهوا أحاديثه.

كانوا أصحاب فكر سديد، فأعلنوا اتباعهم للنبي، وتمسكوا بدينهم، وبذل بعضهم روحه من أجل العقيدة، وبعضهم فاق الكبار علما وفقها وشجاعة.
إنهم "شبابٌ حولَ الرسول".

قصة اليوم عن صحابي، أسلم وهو طفل، وتربى في حجر رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وحفظ عنه الكثير من أحاديثه، وقدرا وافرا من القرآن الكريم، فاستحق أن يكون إمامًا لقومه، وهو لم يزل بعدُ طفلا.

هو عَمْرو بن سَلِمة بن نفيع، وقيل: سلِمة بن قيس، وقيل: سَلِمَةَ بن لاي بن قُدَامة الجَرْمي، والأصح أنه عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال، وكُنيته "أبو حفص"، ويعرف بأنه ربيبُ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، (الربيبُ هو الشخص الذى يفقد أباه فيتعهده زوج أمه بالرعاية)، حيث إنه نشأ في بيت النّبُوَّة بعد أن تزوج النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، من أمه السيدة أم سلمة أم المؤمنين، رضي الله عنها.
وُلِدَ عمر بن أبي سلمة بالحبشة قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة بسنتين، وقد هاجر أبواه إلى الحبشة برفقة أولادُهما، وبعدها رحلوا مهاجرين إلى المدينة المنورة.

تربية الرسول لـ عمر بن أبي سلمة

حرص رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، على تربية عمر بن أبي سلمة وتهذيبه، يروى عُمر: كنتُ غلامًا في حجر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة (إناء الأكل)، فقال لي رسول الله: "يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك"، فما زالت تلك طعمتي بعد.
اختار النبي، صلى الله عليه وسلم، عمر بن أبي سلمة وهو غلام صغير السنِّ إمامًا على قومه، وقد كان أصغرهم سنًا، ولكنه أكثرهم قرآنًا، يقول: كان الركبانُ، يمرون بنا راجعين من عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأدنو منهم فأسمعُ، حتى حفظتُ قرآنًا، وكان الناسُ ينتظرون بإسلامهم فتح مكة، فلما فُتحت جعل الرجلُ يأتيه، فيقول: يا رسول الله، أنا وافد بني فلان، وجئتك بإسلامهم، فانطلق أبي بإسلام قومه فرجع إليهم، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "قدِّموا أكثرَكم قرآنا"، فنظروا، فما وجدوا فيهم أحدًا أكثر قرآنا مني، فقدموني وأنا غلام، فصليتُ بهم.

طالع للمزيد: شباب حول الرسول، عبد الله بن مسعود أول من جهر بقراءة القرآن في مكة


قال عمر بن أبي سلمة: فلم يكن أَحد من القوم جمع ما جمعت.. فقدَّموني وأَنا غلام، وعَلَيّ شَمْلة.
كنت غلامًا حافظًا، فحفظت من ذلك قرآنًا كثيرا، فانطلق أبي وافدًا إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في نفر من قومه، فعلمهم (يعني الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم)، فعلمهم الصلاة، فقال: يؤمكم أقرؤكم، وكنت أقرأهم لما كنت أحفظ، فقدموني فكنت أؤمهم وعليَّ بُردة لي صغيرةٌ صفراء، فكنت إذا سجدتُ تكشفت عني، فقالت امرأةٌ من النساء: وارُوا عنا عورةَ قارئكم. فاشتروا لي قميصًا عمانيا، فما فرحتُ بشيء بعد الإسلام فرحي به، فكنت أؤمهم وأنا ابن سبع سنين أو ثمان سنين".

عمر يروي قصته

التفاصيل نطالعها في حديث الصحابي الصغير عمرو بن سلمة، يقول راويًا قصته التي أخرجها البخاري والنسائي وأبو داود وأحمد، يقول: "كنا بماء ممر الناس، وكان يمر بنا الركبان، فنسألهم ما للناس؟ ما للناس؟ ما هذا الرجل؟ فيقولون: يزعم أن الله أرسله، أوحى إليه، أو أوحى الله بكذا، فكنت أحفظ ذلك الكلام، وكأنما يغرى "يقر" في صدري، وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق.
فلما كانت وقعة أهل الفتح (فَتْحُ مَكَّةَ.. يُسمَّى أيضًا الفتح الأعظم.. غزوة وقعت في العشرين من رمضان في العام الثامن من الهجرة، استطاع المسلمون من خلالها فتحَ مدينة مكة)، بادر كل قوم بإسلامهم، وبادر أبي قومي بإسلامهم، فلما قدم، قال: جئتكم والله من عند النبي، صلى الله عليه وسلم، حقا، فقال: صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة، فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنا.
فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني، لِمَا كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم، وأنا ابن ست أو سبع سنين".
قال: فما شهدت مجمعًا من جَرْم إِلا كنت إِمامهم، وكنت أُصلي على جنائزهم إِلى يومي هذا.

رواية الأحاديث عن الرسول

رغم صغر سنه، حرص عمر بن أبي سلمة على ملازمة الرسول، صلى الله عليه وسلم، ورواية الأحاديث عنه، ومراقبة أحواله، قال: رأيتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يصلي في بيت أم سلمة في ثوب واحد متوشحًا به، واضعا طرفيْه على عاتقه.
وقد روى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أحاديث كثيرة ذُكرت في الصحيحين وغيرهما من كتب السنة.

في خلافة بن الخطاب

في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فرض الفاروق لابنه عبد الله بن عمر في ثلاثة آلاف، ولعمر بن أبي سلمة في أربعة آلاف، فكلمه عبدالله بن عمر في ذلك، فقال عمر: هات أَمًّا مثل أم سلمة.


وفي خلافة علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، بعث إلى أم المؤمنين أم سلمة، رضي الله عنها، أن اخرجي معي إلى الجمل فأبت، وقالت: أبعثُ معك أحبَّ الناس إليّ، فبعثت معه عمر بن أبي سلمة، فشهد مع علي موقعة الجمل، وقد استعمله عليٌّ على بلاد فارس والبحرين.
تُوفي عمر بن أبي سلمة في المدينة المنورة سنة 83 هجرية في خلافة عبدالملك بن مروان.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق