محمود سامى البارودى، هو الشاعر الوحيد الذى أطلق عليه صفة فارس السيف والقلم، ومثلما كان امرؤ القيس أبا للشعر العربى كان البارودى رائد الشعر فى ثقافتنا الحديثة، تعلم فنون الفروسية والقتال وهو صغيرا، ونظم الشعر فى صباه حتى أصبح من فحول شعراء العربية عامة، رحل عام 1904.

 ولد الشاعر والسياسى محمود سامى البارودى فى مثل هذا اليوم 6 أكتوبر عام 1839، من أصل جركسى من مدينة إيتاى البارود محافظة البحيرة، والده ضابطا بالجيش رحل وهو فى السابعة من عمره، تعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، تعلم مبادئ النحو والصرف ودرس شيئًا من الفقه والتاريخ والحساب، حتى أتم دراسته الابتدائية عام 1851 حيث لم يكن هناك في هذه المرحلة سوى مدرسة واحدة لتدريس المرحلة الابتدائية، وهي مدرسة المبتديان وكانت خاصة بالأسر المرموقة وأولاد الأكابر.

تخرج من مدرسة الحربية 

 التحق محمود سامى البارودى  وهو فى الثانية عشر من عمره بمدرسة الحربية ومن هنا نال مكانة فى الهيئة الاجتماعية كحال خريجى الحربية وقتئذ، حيث كان لزاما على أبناء الطبقات الرفيعة أن يتعلموا فنون الحربية حتى ينهضوا بالمناصب الرئيسية للدولة، قضى بالمدرسة أربعة أعوام تلقن فيها فنون الفروسية والحرب.

 التحق محمود سامى البارودى بالجيش السلطاني وانتقل بعد ذلك إلى وزارة الخارجية وسافر إلى الأستانة عام حيث تمكن أثناء إقامته هناك من إتقان التركية والفارسية ومطالعة آدابهما، وحفظ كثيرًا من أشعارهما، وأعانته إجادته للغة التركية والفارسية على الالتحاق بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية وظل هناك سبع سنوات، اشترك في الحملة العسكرية التي خرجت سنة 1865 لمساندة الجيش العثماني في إخماد الفتنة التي نشبت في جزيرة كريت، واستمر في تلك المهمة لمدة عامين حيث أبلى البارودي بلاء حسنًا. 

تسريح الجيش المصري لنيل رضا السلطان 

 خاب ظن محمود سامى البارودى فى الالتحاق بالمناصب العليا بعد تخرجه من الحربية لتولى عباس الأول الحكم فلم يهتم ببناء الجيش لحماية انجازات جده محمد على، وأيضا لأن الحكم العثمانى كان يرفض بناء جيش قوى فى مصر وكذلك فعل سعيد باشا حتى يستمر فى ولايته فقام بتسريح الجيش لنيل رضاء الدولة العثمانية.

 هرب محمود سامى البارودى من الخمول والإحباط بعد تسريح الجيش إلى الشعر واستطاع أن يمارس ما تعلمه  من فروسية وفنون الحرب فى ميادين الحياة نفسها فمارس ذلك على الورق من خلال الشعر، وبدأ بقراءة كل ماكتبه الشعراء القدامى من شعر الحرب الأبطال والأمجاد والفتوحات والانتصارات بل تجاوزها إلى حياة كلها بحلوها ومرها، وبدأ يكتب الشعر حتى أنه قال: تكلمت كالماضين قبلى بما جرت به عادة الإنسان أن يتكلما / فلا يعتمد فى بالإساءة غافل فلابد لابن الأيك أن يترنما. 

 تصوير الواقع فى الشعر 

اتجه محمود سامى البارودى الشهير بفارس السيف والقلم فى شعره إلى تصوير الواقع كما هو فى سلاسة ودون اعتماد على محسنات اللفظ البديعية أو الاتجاه إلى الخيال مكونا مدرسة البعث فى الشعر التى كان أمير الشعراء أحمد شوقى وشاعر النيل حافظ ابراهيم امتدادا لهما.

 رأى الأديب عباس محمود العقاد إن مكانة محمود سامى البارودى كشاعر فى القمة وفى الطليعة من شعراء زمانه من حيث الابتكار الذي أدرك به الشعور بالحرية القومية، وإذا أرسلت بصرك 500 سنة وراء عصر البارودى لم تكد تنظر إلى قمة واحدة تدانيه، وكنت كمن يقف على رأس الطود المنفرد فلا يرى أمامه التلال والكثبان الى اقصى مدى الأفق البعيد، وهذه وثبة من البارودى فى تاريخ الأدب المصرى ترفعه بحق إلى مقام الطليعة أو مقم الإمامة وقل مركز الريادة لشعرنا الحديث.

ذاتيا فى كتاباته 

 يقول الكاتب محمد حسين هيكل فى مقال له إن الشاعر محمود سامى البارودى سلك الذاتية فى شعره فكتب قصيدة وهو صغيرا رثى بها والده، فقد كان مؤمنا بالتفوق والتفرد مما جعله يقترب بنظره من حكم مصر واعتلاء عرشها لولا اتهامه فى محاكمات الثورة العرابية بعد فشلها ونفيه بعد ذلك لمدة سبعة عشر عاما عاد بعدها مريضا فاقدا  للبصر. 

الدور السياسى للبارودى 

تولى محمود سامى البارودى عدة مناصب بدأت محافظا للشرقية عام 1878 ثم محافظا للقاهرة وعندما نشطت الحركة الوطنية شارك بأشعاره الساخنة، عين ناظرا للمعارف والأوقاف فى عهد الخديو توفيق واستمر بها حتى إخفاق الثورة العرابية فى سبتمبر 1881، ليتولى بعدها وزارة الحربية فى وزارة شريف باشا، واستقال من وزارة رياض باشا  
وبعد تمكن الثورة العرابية طالبت بتعيينه رئيسا للوزراء، وتولى الرئاسة إلى جانب نظارة الداخلية عام 1882 ليكون أول رئيس وزراء في تاريخ مصر لم يعينه الخديوي بل ينتخبه مجلس النواب.

 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.