العقيد أسامة الصادق أحد أبطال حرب أكتوبر يكتب «الاستعداد للعبور والأفرول» - لاين نيوز

بوابة فيتو 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العقيد أسامة الصادق أحد أبطال حرب أكتوبر يكتب «الاستعداد للعبور والأفرول» - لاين نيوز, اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024 12:23 مساءً

بالتزامن مع الذكرى 51 على نصر أكتوبر المجيد والتي استطاع خلالها رجال القوات المسلحة الباسلة تخطي خط بارليف المنيع، والدخول إلى عمق أراضي سيناء الحبيبة من أجل استعادة الأرض، قام العديد من المقاتلين والمشاركين في تحقيق النصر تخليد هذه اللحظات من خلال كتاباتهم المختلفة عن النصر وعن الفترة التي سبقتها ومن بينهم العقيد أسامة الصادق أحد أبطال المشاة في حرب الاستنزاف واكتوبر. 

 ذكري انتصارات اكتوبر

يوم 6 أكتوبر الساعة 10 صباحا قال مدير المخابرات الإسرائيلي لجولدا مائير رئيسة الوزراء وقتها: هناك معلومات تفيد بأن المصريين يستعدون للعبور اليوم فقالت مستنكرة لا أعتقد هذا فأين قوارب العبور. 

خلال السطور التالية يجيب أسامة الصادق خلال كتاباته عن يوميات الاستعداد وأين كانت القوارب حيث كتب العقيد أسامة الصادق مقالا بعنوان "يوميات النصـــر..  الاستعداد  للعبور والافرول" 

يوميات النصر 1

هذا هو اليوم الرابع من شهر أكتوبر عام 1973 وصلتنا تعليمات من إدارة الحرب الكيماوية بوضع الأفرول الذى سوف نستخدمه فى سائل ويغمر ثم يعصر ونخرجه ليجف فى الشمس ومع هذه التعليمات وصل إلينا برميل وكيس به مادة (نشادر) وخلطها مندوب الحرب الكيماوية وتم ملء البرميل بالمياه فى سائل يميل لونه للون الأبيض الباهت ونفذنا التعليمات وظل الجنود يجلسون فى الشمس بملابسهم الداخلية وجف السائل على الملابس بسرعة وتم إرتداء الملابس وعلمنا أن هذا الأمر لمنع احتراق الملابس من القنابل الحارقة والفسفورية التي يملكها العدو.

 

236.jpg


ما زلنا فى المنطقة الابتدائية للهجوم أى المنطقة الأولى لبدء المعارك الهجومية فسوف نبدأ بالهجوم ولن ننتظر هجوم العدو هذا ما تدربنا عليه.

رغم المشاغل الكثيرة وكثرة الأفراد الموجودين بمنطقة لا تتعدى مساحتها عن 500 متر رغم المساحة الشاسعة بالخلف إلا أننى كنت أخشى قيام العدو بضربة إجهاد ينتج من أثرها كثرة الضحايا قبل قيام الحرب وهو عدو مخادع ماكر مسنود من جميع الدول القوية الغنية.

 

الحالة المعنوية طيبة ولا زال تفكيري منشغل: هل سنعبر ام لا ؟ وإذا كنا سوف نعبر أين القوارب فلن نعبر سباحة ومعنا تلك المهمات الميدانية اللازمة للقتال.. سوف انتظر وإن غدا لناظره قريب.


يوميات النصـــر 2


مشاعر المقاتلين قبل الحرب 

اليوم الموافق 5 أكتوبر عام 1973.. المنطقة الابتدائية للهجوم على قوات العدو.. الجميع ينام أرضا وحياة جافة مؤلمة ولكن فكرة الهجوم لم تتضح بعد.. ننتظر ماذا يحدث وبجوارى النقيب حسن إبراهيم مساعدى وقائد ثان قوة الهجوم مازال يمرح ويضحك ولم يبالى ويدخن السجائر بشراهة ويعتب على حالى بأنى لم يهدأ لى بال للمرور على القوات.


أوضح له هذه مهمتى ولابد من التأكد بأن الجميع يأكل ويشرب ونحن فى شهر الصيام ومعنا قوات ملحقة ومعاونة بدل أن كنا 110 فرد + اربع ضباط أصبحنا 300 فرد + 15 ضابط وهذه قوة كبيرة ومش عارف ربنا حيوفقنى لو قامت الحرب وفى العبور وأثناء الهجوم حأستطيع السيطرة عليهم واقلل الخساير وانت عارف أن دى معركة تصادمية يعنى حنهجم عليهم وهما  يقوموا بهجوم مضاد ودى أخطر المعارك.

لا تنسى أننا مفرزة يعنى الفرقة قوامها أكثر من 20 ألف اختاروني لهذه المهمة ومعروف أن مهام المفارز انتحارية فاهم يا حسن.. حسن أنت نمت.. ربنا معاك. 

ايقظنى فرد الخدمة وعرفنى أن قائد ثانى الكتيبة موجود وعايزنى حالا.. نهضت من النوم جالسا مثل حالى كل يوم وتوجهت له وكانت الساعة توشك على منتصف ليلة 5/6 أكتوبر.

238.jpg
237.jpg

كان يقف بجوار لورى نصر ضخم واقترب من أذنى هامسا:
- أسامة قوارب العبور بتاعة مهمتك معايا.. أمر رجالك ينذلوها على انها بطاطين وخيام 
لحظات كنت فى عالم آخر.. صعوبة المهمة وبأنها الواجب الوحيد المكلف به خلال الحرب قالها قائد الفرقة ثم خفض نبرة صوته ( لمن يظل على قيد الحياة ) كنت أعلم أنها مهمة إنتحارية بأن تعبر وتتوغل حولى من 6/7 كيلومترات فى مواقع العدو المدججة بالمدرعات وخلفنا مانع مائى ويمين عشر كيلو لا توجد قوات حتى كوبرى الفردان ويسار الدشمة الحصينة لخط بارليف.

أيقظنى قائد ثان من تأملاتى:
- أسامة نفذ الأمر 
أديت التحية وطلبت رقيب أول السرية وطلبت منه إحضار عشرة جنود صعايده من إللى كنا منفهمش كلامهم.. بسرعة يارفعت وحضر الرجال وبدؤا فى رفع الأحمال وأسمع تعليقاتهم.. يا بوى البطاطين تجيله جوى كلتها حجار يا برعى وهكذا 
العدد 22 قارب ومعهم المجاديف فى كل قارب عشرة مجداف خشب وكل قارب منفاخ هواء كبير.. ربنا معاك أنت ورجالتك وانت عارف لو حصل عبور انتم أو ناس حتعبروا والفرقة كلها ح تشوفكم ولو نجحتم فى العبور حيدفع الفرقة للعبور الناجح. 
عدت وجلست هادئا ساكنا وتنبه النقيب حسن متسائلا:
- عربية الكنتين ؟
- لا يا ابوعلى عربية قوارب العبور !!
- الله.. الحكاية جد.. والله يا زمن وحنحارب.. تعرف يا اسامة أنا شاعر انى ح ابقى شهيد وادخل الجنة وأسيبك لقائد الكتيبة يغلث عليك ونهض يصفق ويرقص عشرة بلدى ضاحكا مازحا واخرجنى من هم العبور والمسؤلية الضخمة.

شعرت بألام فى الظهر من كثر الحركة فنهضت ووقفت اتابع توزيع لفات القوارب فى ملاجىء مغطاة حتى لا يراها العدو وسرت مع رقيب اول السرية اتفقد باقى القوات.. كانوا فى حالة من الهدوء التام والبعض يقظ يستمع لمحطة القرآن الكريم.

عدت بمفردى وتحركت للخلف بعيدا عن القوات وجلست فى وضع السجود اناجى ربنا وأسأله:
- يارب ح اقدر على المهمة دى.. البعض طلب منى أن اطلب من قائد الفرقة إستبدالى وقتها شعرت بالإهانة.. هيا الحرب إيه ؟ قاتل ومقتول نصر او شهادة وفى يوم من الأيام ح اموت عادى طيب لما موت وأنا باحارب افضل مليون مرة من انى اموت بدون فايدة.. تشجع يا اسمة دا انت من ضمن اسماء الأسد.
جلست هادئا داعيا قانعا بما قسمه الله لنا وتذكرت الصحابة وكيف كانوا يقاتلون فى صحراء السعودية والجو شديد الحرارة والإصابة بالسيف قاطعة مانعة.. تذكرت رجالى فى سيناء عام 67 ونحن فى حالة هزيمة وإنسحاب وكيف كنا نندفع وندخل معارك مع العدو.. تشجعت ونهضت وتوجهت لمخدعى الغير إنسانى وجلست ورحت فى سبات إنتظارا ليوم الحسم ونبهت على جندى الحراسة أن يوقظنى قبل الساعة السابعة لأمر هام يتعلق بضبط الساعات.

إلى الغد لنستكمل يوميات النصر.. حما الله مصر ارضا وشعبا بفضل رجالها وبفضل أنجبن الأمهات اللائى هؤلاء الرجال.

ويمر اليوم الذكرى الـ 51 على نصر أكتوبر المجيد، حيث استطاع رجال القوات المسلحة الباسلة في تخطي خط بارليف المنيع، والدخول إلى عمق أراضي سيناء الحبيبة من أجل استعادة الأرض.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتوأسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق