شرق أوسط جديد بدون إسرائيل! - لاين نيوز

بوابة فيتو 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شرق أوسط جديد بدون إسرائيل! - لاين نيوز, اليوم الاثنين 7 أكتوبر 2024 01:26 مساءً

لم تكن هزيمة 5 يونيو 1967 مجرد هزيمة عسكرية أو جولة من جولات الصراع مع العدو الصهيونى، ولكن الهدف كان أكبر من ذلك بكثير، وأقصد به ضرب مشروع النهضة في مصر الذى بدأه الزعيم جمال عبد الناصر بإدخال مصر عالم التنمية الحقيقية ليلحق بالكبار..

وبعضهم بدأ معنا مثل الصين وكوريا وكنا نتفوق عليهم في معدلات النمو، لذلك جن عقل الأمريكان وتابعتهم إسرائيل، لذلك كان لابد من إيقاف زحف مصر إلى التقدم فكانت حرب 1967، وإن ظهرت على السطح أسباب أخرى.

لذلك جاء الانتصار في 6 أكتوبر 1973 لرد الاعتبار لشعب ضـارب بجذوره في التاريخ، وما هـذه الجولة إلا مجرد فيمتوثانية في سجله.

 

أما الجيش المصرى فكانت حرب 6 أكتوبر رد اعتبار في حرب حقيقية، كان عمادها الجندى المصري، ولكن تدخل أمريكا وقتها كان إنذارا بما يحدث الآن، أو بالأصح تعبير عن واقع موجود إن إسرائيل ما هى إلا شوكة أو رأس حرب أو بديل لاستعمار قديم أفلت عنه الشمس، أو إيذانا بميلاد استعمار جديد على أنقاض استعمار قديم.
 

وما أشبه الليلة بالبارحة

 وما أشبه الليلة بالبارحة.. ما يحدث الآن في الساحة العربية.. والحرب الدائرة في غزة ولبنان واغتيال قيادات المقاومة فيهما وتهديد لبنان بالغزو البرى وتحويلها إلى غزة أخري.. كل ذلك وبمساعدة أمريكية- غربية.

انكشف المستور وسقط ورق التوت بإعلان نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل بأن حرب غزة وقتل قيادات حزب الله وعلى رأسهم حسن نصر الله والقيادات الأمنية في حزب الله، وكذلك قيادات حماس وعلى رأسها إسماعيل هنية قائد حماس، ومئات القيادات السورية والفلسطينية والإيرانية ما هى إلا تمهيد للمشروع الكبير، وهو الشرق الأوسط الجديد الذى أفصحت عنه منذ سنوات كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية.

وببجاحة يحسد عليها وقف نتنياهو على منبر الأمم المتحدة معلنا خريطة مؤقتة في يـده عن هـذا الشرق الأوسـط الجديد تكون فيه إسرائيل هى القائد والمهيمن والمسيطر، ورأس الحربة الغربى في العالم العربي.

وربط الخبراء بين ما يحدث الآن وما حدث في السادس من أكتوبر وبعده ومحاولات محو آثـاره من جانب الصهاينة وأصدقائهم محاولين فـرضـه بالمعاهدات واتفاقيات سلمية، واقتصادية، وإحداث الفتنة بين الشعوب وتمزيق الجبهات الداخلية بالفتن والصراعات الاثنية والطائفية واستغلال التكنولوجيا الحديثة لإحــداث هزيمة نفسية وإنسانية لدى الشباب لكى تسهل هزيمتهم بعد ذلك.

 

وسيفشل نتنياهو

وبعد أن باءت هذه المحاولات بالفشل، لجأ نتنياهو وبمساندة صهيونية عالمية إلى  محاولة فرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية سعيًا لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد..  وهو أمر لن يحدث وسيفشل كما فشل سابقوه..

فإذا نجح -وبمساندة ومؤازرة صهيونية عالمية- أكمل العام وهو يجتاح غزة ويقتل، ويمارس حرب الإبادة للمدنيين أمام العالم كله، ثم بدأ يتحرك تجاه لبنان.

إسرائيل لن تهدأ أبدًا حتى يتحقق الكابوس، وهو كيان سرطانى يتمدد من المحيط إلـى الخليج، إمـا بالاحتلال العسكرى أو بالسيطرة والهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية على المنطقة.. ولم تكن إسرائيل بمفردها قادرة على هذا التبجح بعيدا عن الدعم الأمريكى والبريطانى والغربي.

يكفي أن نعرف أن أجهزة الاستخبارات الغربية كلها تمنح معلوماتها وخططها لتل أبيب. كل الأقمار الصناعية التى تصور المنطقة كلها طوال الـ 24 ساعة  تبث معلوماتها إلى تل أبيب مباشرة.

كل مخازن الأسلحة الحديثة مفتاحها مع إسرائيل.. كل قدرات حلف الناتو تحت أمر إسرائيل.. بل ويحاربوننا بأموالنا المكدسة لديهم من عوائد النفط، وقد يكون بدعم بعضنا في السر والعلن.

لكن الدرس الذى لم يتعلمه نتنياهو أن هناك إنسان عربى لن يقهر، لانه ببساطة صاحب حق.. لكن ماذا يقصد نتنياهو بالشرق الأوسط  الجديد؟ 
بكلمة واحــدة قالها بعد اغتيال حسن نصر الله أمين عام حزب الله، حيث قال نتنياهو إن مقتل نصر الله سيؤدى إلى بـروز شرق أوسط جديد وهو لا مكان فيه لدولة فلسطينية.

وإذا كانت محاولات شارون قد فشلت في تحقيق الهدف الصهيونى لشرق أوسط جديد فإن الحروب ومحاولات نتنياهو التدميرية من غزة إلى لبنان إلى سوريا إلى اليمن ستؤول حتمًا إلى الفشل.

 

أقولها نعم قد يولد شرق أوسط جديد بدون إسرائيل.. ونعم نجحتم في إغتيال قادة ولكن الأرض تنبت كل يوم آلاف.. نعرف أرضنا وتعرفنا.. أما أنتم فستظلون غرباء، ومهما امتدت السنوات وحالة الجنان التى أصابت الكيان الصهيونى منذ 7 أكتوبر الماضى، ما هى إلا تعبير عن هاجس الزوال الذى يراودهم، ومثل اللص الذى يشعر أنه سيقبض عليه.. يعيش النتنياهو هذا الكابوس، لذلك أصيب بالسعار.

 

تقدموا تقدموا

 أتقمص شخصية الشاعر الفلسطينى سميح القاسم وقصيدته الشهيرة تقدموا تقدموا في التعبير عن اللحظة التى نعيشها: 
تقدموا.. تقدموا..  فتحت كل ذرة رمل ملايين أبطال ولدوا ويولدون وسيولدون 
تقدموا واقتلوا بالغدر والخيانة.. وكل شهيد منا سيولد بدلا منه آلاف.
 

تقدموا فتحت كل دمار تخلفونه.. ستنبت ملايين الاشجار، أقصد ستنبت حيوات جديدة كلما تصورتم 
أنكم قتلتم الحياة.. 
تقدموا.. تقدموا.. لن نصدقكم فخلف ابتسامتكم الماكرة والصفراء واتفاقيات التطبيع، توجد إرادات شعوب لن ترضى إلا بحقها في أرضها والحياة..

 

تقدموا.. تقدموا.. النصر لنا.. والبلاد التى جئتم منها في انتظاركم.. لن نرميكم في البحر بعد أن شكا البحر لنا، بل واستغاثته بنا للحفاظ على كائناته البحرية من القتلة ومصاصى الدماء ودعاة الخراب!!
تقدموا.. تقدموا.. حصونكم لن تحميكم من غضب أصحاب الأرض، أقصد أصحاب الحق.

 

 

نعم قد تكونوا تفوقتم علينا في جولة بمساعدة الغرب وبزرع الجواسيس بيننا.. لكن ما حدث في 6 أكتوبر في مصر وسوريا و7 أكتوبر في غزة مازال شاهدا.. فلا تغرنكم القوة فمهما كانت باطشة فلن تقتل الحق أبدًا مهما طال الزمن!
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق